شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
مصير الكافر في الآخرة
43- ومن لقيه -من كافر- عذَّبه ولم يغفر له.
الكفر يطلق على جَحْد الربوبية، أو الإشراك في الألوهية، وقد يطلق على إنكار الشريعة أو شيء من الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة، كقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة متن_ح> رسم> وغيره.
فالكافر إذا مات مصرًّا على الكفر كالشرك والطعن في الرسالة رأس> أو في القرآن، أو أنكر البعث والنشور أو نحو ذلك، فإنه محكوم له بالخلود في النار والعذاب في الآخرة، قال الله -تعالى- رسم> إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ قرآن> رسم> فدل على أن من مات مؤمنًا غفر له كفره، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب اسم> رسم> قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله متن_ح> رسم> وقال -تعالى- رسم> إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ قرآن> رسم> وذلك لأنهم ماتوا على كفرهم فكيف يغفر لهم وهم على كفرهم؟!.
وقد أخبر الله -تعالى- أنه لا يغفر الشرك عمومًا في قوله -تعالى- رسم> إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قرآن> رسم> وهو يَعُم الشرك كله صغيره وكبيره.
وقال -تعالى- رسم> إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ قرآن> رسم> ولعل هذا في الشرك الأكبر، وكل ذلك دليل على عِظَم ذنب الكفر والشرك، والله أعلم.
مسألة>